قصر الملكة بنت الخص و قصتها مع الامير الاسود في صحراء ولاية البيض

مباركة بنت الخص أميرة هلالية من بني عامر، عاشت مابين القرنين الرابع عشر والخامس عشر للميلاد في بريزينة و كان أبوها أميراً شهماً و مطاعاً ،وحكمت إمارة تمتد حدودها من منطقة أربوات شمالا إلى مدينة المنيعة جنوبا ، وشرقا غلى منطقة العمور وغربا إلى حدود الوادي الغربي مع حدود إقليم توات كما كانت تملك قصرا إسمه قصر بنت الخص خطبها السلطان أبو الحسن المريني . لم تقبل لقائه وأرادت أن تظهر له أنها ترفضه هو بالذات لأنها كانت تعلم بأطماعه في المنطقة فحاصر قلعتها ببريزينة في منطقة القور لم ترضخ بنت الخص للحصار، وكان لها من الطعام والشراب ما يكفي أهل المدينة لمدة عامين، صمدت الأميرة وقومها في وجه الحصار لكن مع مرور الوقت بدأت المؤونة تنفذ فخاف الناس، وهنا ظهرت حكمة الأميرة مباركة وذكاؤها الوقاد فقد أعطت كل مخزون القمح للماشية وغسلت الملابس و الأفرشة بكل الماء ثم تركتها ترعى أمام الملك و نشرت الملابس على مرأى منه ومن جنده. ذبح الملك الماشية ووجد في أمعائها القمح، عندها أدرك أنه أضاع أكثر من عام في حصار لا فائدة منه وعاد يجر أذيال الهزيمة إلى بلاده. و قد قتل السلطان لكحل فيما بعد في إحدى المعارك. لقد أثر الحصار أيما تأثير على بنت الخص و قومها الذين غادروا بعدها بريزينة إلى المنيعة حسبما رواه الرواة حيث أسسوا قصرا جديدا لا يزال ماثلا للعيان ليروي سيرة الأميرة البدوية الحكيمة.
Back to Top