فداء الذبيح الأول ـ إن الله يأمرك بذبح ابنك ـ حوار النبي إبراهيم وولده إسماعيل ـ البناء الأول للكعبة

الكعبة المشرفة -زادها الله تكريماً وتشريفاً وتعظيماً- هي اسم للبيت الحرام، وقد أورد الإمام النووي ذكر بناء الملائكة للكعبة في كتابه تهذيب الأسماء واللغات فقال: “وقد بنيت ‌الكعبة الكريمة خمس مرات: إحداها: بناء ‌الملائكة قبل آدم“.[١] وذكر الأزرقي في أخبار مكّة قصة بناء الملائكة لها، فقد رُوي عن زين العابدين بن الحسين -رضي الله عنهما-: أنَّ رجلاً من أهل الشام سأل زين العابدين عن أوّل بدء الطواف بهذا البيت؟ فقصَّ له قصة خلق آدم وكيف أجاب الملائكة ربّهم -سبحانه وتعالى-، فظنُّوا أنَّهم أغضبوه، فطافوا حينها بالعرش.[٢] ثمّ نظر الله إليهم نظرة رحمة، فوضع الله -تعالى- لهم تحت العرش بيتاً سُمّي بالبيت المعمور الذي ذكره الله -عزَّ وجلَّ-، وبعدها أمر الله الملائكة أن يبنوا بيتاً في الأرض، وأمر من في الأرض أن يطوفوا بالبيت كما يطوف الملائكة بالبيت المعمور.[٢] قصة بناء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام للكعبة جاء ذكر قصة بناء إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- للكعبة في القرآن والسُّنَّة، أمّا القرآن فذكرها مختصرة عن رفع إبراهيم وإسماعيل لقواعد البيت، إذ كانت قد وُضعت قبلهم، قال -تعالى-: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).[٣][٤] أمَّا في السنَّة فقد جاء أنَّ إبراهيم حين أخبر ابنه إسماعيل -عليهما السلام- بأمر الله -تعالى-، وافق إسماعيل أباه على امتثاله أمر ربِّه، فقال إبراهيم لابنه: “أوَ تُعينني، قال: وأُعينك، قال إبراهيم: إنَّ الله أمرني أن أبني ها هنا بيتاً له“ - مُشيراً إلى تلَّة البيت المرتفعة ع
Back to Top