ما عسانا في ذكرى مولده أن نستذكر من وصاياه، فهو صلى الله عليه وسلم لم يترك جانبًا من جوانب الخير إلا قصده، ولا بابًا من أبواب الحق إلا طرقه، ولا وصيةً من وصايا الرحمة إلا أداها، وأن من أعظم وصاياه التمسك بهداه، فقد ترك فينا ما لو تمسكنا به فلن نضل أبدًا، ترك لنا تراثًا لا ينبغي لمحب أن يهمله، وإن المحب لمن يحب مطيع، فأظهروا حبكم لنبيكم بحسن السير على خطاه، واتخذوا من طريقه صراطًا لا تحيدون عنه، وأقبلوا بكليتكم عليه، تجدوا من نفحاته، ولا تترددوا في أن تكونوا على ذلك الطريق وإن تخللته صعاب، أو مشيتموه قابضين على الجمر، فإن كان الهدف المنشود غاليًا، هانت دونه الصعاب وإذا لم يكتب لنا أن نلقاه في الدنيا، فاعتقادنا الجازم أن المؤمنين ملاقوه في الآخرة بإذن الله وهذا من جملة ما وعدوا من النعيم في جنةٍ عرضها السموات والأرض