الصحابي الزاهد الذي أقسم عليه عمر بن الخطاب أن يتولي حمص عنوة وضد رغبته ـ وبكي عليه أهل المدينة

سعيد بن عامر الجمحي هو الصحابي سعيد بن عامر الجمحي بن جذيم بْنِ سَلامَانَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ سَعْدِ بْن جمح بن عمرو ابن هصيص. أسلم قبل غزوة خيبر وشهدها مع النبي محمد وما بعد ذلك من المشاهد. ولّاه عُمر بن الخطاب عَلَى حِمْصَ وَمَا يَلِيهَا مِنَ الشَّامِ. عُرف بزهده وورعه فكان إذا خرج عطاؤه اشترى لأهله قوتهم وتصدق بما بقى، توفي سنة 20 هجرية ولم يكن يملك شيئا. إسلامه كان الفتى سعيد بن عامر الجمحي ، واحدا من الآلاف المؤلفة ، الذين خرجوا إلى منطقة التنعيم في ظاهر مكة بدعوة من زعماء قريش ، ليشهدوا مصرع خبيب بن عدي أحد أصحاب محمد بعد أن ظفروا به غدرا . وقد مكنه شبابه الموفور وفتوته المتدفقة من أن يزاحم الناس بالمناكب ، حتى حاذى شيوخ قريش من أمثال أبي سفيان بن حرب ، وصفوان بن أمية ، وغيرهما ممن يتصدرون الموكب . وقد أتاح له ذلك أن يري أسير قريش مكبلا بقيوده ، وأكف النساء والصبيان والشبان تدفعه إلى ساحة الموت دفعا ، لينتقموا من محمد في شخصه ، وليثأروا لقتلاهم في بدر بقتله . ولما وصلت هذه الجموع الحاشدة إلى المكان المعد لقتله ، وقف الفتى سعيد بن عامر الجمحي بقامته الممدودة يطل على خبيب ، وهو يقدم إلى خشبة الصلب ، وسمع صوته الثابت الهاديء من خلال صياح النسوة والصبيان وهو يقول : إن شئتم أن تتركوني أركع ركعتين قبل مصرعي فافعلوا ... ثم نظر إليه ، وهو يستقبل الكعبة ، ويصلي ركعتين ، يا لحسنهما ويا لتمامهما ... ثم رآه يقبل على زعماء القوم ويقول : والله لولا أن تظنوا أني أطلت الصلاة جزعا من الموت ؛ لاستكثرت من الصلاة . ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان في الله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال &#
Back to Top